فصل: فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما} (19) الطاء مكسورة ومضمومة لغتان.
{إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ} (20) مجازه يهمون بك ويتوامرون فيك ويتشاورون فيك ويرتئون، قال النّمر بن تولب:
أرى النّاس قد أحدثوا شيمة ** وفي كل حادثة يؤتمر

وقال ربيعة بن جشم النّمرىّ:
أحار بن عمرو كأنى خمر ** ويعدو على المرء ما يأتمر

ما يأتمر: ما يرى لنفسه فيرى أنه رشد فربما كان هلاكه من ذلك.
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ} (22) مجازه: نحو مدين ولا تنصرف مدين لأنها اسم مؤنثة، ويقال: فعل ذلك من تلقاء نفسه ودار فلان تلقاء دار فلان.
{سَواءَ السَّبِيلِ} (22) مجازه قصد السبيل ووسطه قال:
حتى أغيّب في سواء الملحد

(61) وهو مفتوح ممدود.
{وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} (23) أي جماعة.
{تَذُودانِ} (23) مجازه: تمنعان وتردان وتطردان قال جرير:
وقد سلبت عصاك بنو تميم ** فما تدرى بأى عصا تذود

وقال سعيد بن كراع:
أبيت على باب القوافي كأنما ** أذود بها سريا من الوحش نزّعا

ويروى الحوش، والحوش إبل الجنّ يزعمون أنها تضربه في المهريّة والعمانية فمن ثم هي هكذا.
{قالَ ما خَطْبُكُما} (23) أي ما أمركما وحالكما وشأنكما، قال:
يا عجبا ما خطبه وخطبى

{عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ} (27) مجازه من الإجارة وهى أجر العمل يقال: أجرت أجيرى أي أعطيته أجره ويفعل منها: {يأجر} تقديره أكل يأكل ومنه قول الناس: أجرك اللّه وهو يأجرك أي أثابك اللّه.
{أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} (28) أي الغايتين والشرطين ومجازه أي الأجلين و{ما} من حروف الزوائد في كلام العرب قال عبّاس بن مرداس:
فأيّى ما وأيك كان شرّا ** فقيد إلى المقامة لا يراها

(628).
{فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ} (28) وهو من العدا والتعدي والعدو واحد كله وهو الظلم.
{آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ نارًا} (29) أي أبصر، قال:
آنس خربان فضاء فانكدر ** دانى جناحيه من الطور فمرّ

(625) الطور: الجبل.
{أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} (29) أي قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لهب وهى مثل الجذمة من أصل الشجرة وجماعها الجذا، قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ** جزل الجذا غير خوّار ولا دعر

{شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ} (30) شطّ الوادي هو ضغة الوادي وعدوته وعدوتا وعدوتاه، ومنه شطّ السنام لنصفه.
{تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ} (31) وفي آية أخرى: {فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى} [20/ 20] فالحيات أجناس فيها الجان وغير ذلك والأفعى والحفّاث ومجازها كأنها جان من الحيّات ومجاز الأخرى فإذا هي حيّة من الجان.
{وَلَمْ يُعَقِّبْ} (31) أي لم يرجع يقال: عقّب على ما كان فردّه أي رجع عليه.
{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} (32) مجازه: أدخل وهما لغتان سلكته واسلكته وقد فسّرناه فوق هذا.
{بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} (32) أي من غير برص.
{وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ} (32) أي يدك. و{الرَّهْبِ} مثل الرّهبة ومعناهما الخوف والفرق.
{فَذانِكَ بُرْهانانِ} (32) واحدهما برهان وهو البيان يقال: هات على ما تقول ببرهان ونون قوله: {فَذانِكَ} مشددة لأنها أشد مبالغة منه إذا خففتها وقد يخفّف في الكلام.
وقوله: {هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسانًا} (34) لأن موسى كانت في لسانه عقدة ويقال للفرس والبعير إذا كان صافى الصهيل وصافى الهدير: إنه لفصيح الصّهيل وإنه لفصيح الهدير.
{رِدْءًا} (34) أي معينا ويقال: قد أردأت فلانا على عدوه وعلى ضيعته أي أكنفته وأعنته أي صرت له كنفا.
{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (35) أي سنقوّيك به ونعينك به يقال إذا أعزّ رجل رجلا ومنعه: قد شد فلان على عضد فلان وهو من عاضدته على أمره أي عاونته وآزرته عليه.
قال ابن مقبل:
عاضدتها بعنود غير معتلث ** كأنه وقف عاج بات مكنونا

معتلث يعنى القدح، العنود: السهم، والمعتلث: تكون السهام من قنا فيكون فيها السهم من غير قنا، فذاك المعتلث وكذاك الخشب وقف عاج: موقّف فيه طرائق من حسنه والمعتلث يقال: امتلث وافتلث واسم علائة مشتق منه، وفلان يأكل العليث إذا أكل خبز الشعير والحنطة، وافتلث واعتلث واحد وهو المختلط يعنى قوسا أنه عاضدها بسهم.
{إن هذا إلّا سحر مفترى} (36) مجازه: ما هذا إلا سحر مفترى يقال إذا افتعل الرجل من قبله شيئا: افتريته.
{عاقِبَةُ الدَّارِ} (37) وعاقبة الأمر أي آخره.
{صَرْحًا} (38) الصرح البناء والقصر، قال الشاعر:
بهن نعام بناها الرجا ** ل تحسب أعلامهن الصّروحا

{فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ} (40) أي فجمعناه وجنوده.
{فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ} (40) أي فألقيناهم في البحر فأهلكناهم وغرقناهم قال العجّاج:
كبازخ اليمّ زهاه اليمّ

وقال أبو الأسود الدّؤلىّ:
نظرت إلى عنوانه فنبذته ** كنبذك نعلا أطلقت من نعالكا

{أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} (41) والإمام يكون في الخير وفي الشر.
{أَتْبَعْناهُمْ} (42) مجازه ألزمناهم.
{مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} (42) مجازه: المهلكين.
{بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ} (44) وهو حيث تغرب الشمس والنجوم والقمر.
{وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُونًا} (45) أي خلقنا قرونا أي أمما.
{الْعُمُرُ} (45) والعمر واحد وهما لغتان وهما مثل الضّعف والضّعف والمكث والمكث.
{ثاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} (45) أي مقيما، قال الأعشى:
أثوى وقصّر ليلة ليزوّدا ** فمضت وأخلف من قتيلة موعدا

ويروى أثوى الثّوىّ الصّيف، قال العجّاج:
فبات حتى يدخل الثّوىّ ** مجرمزا وليله قسىّ

{وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ} (47) وهى من كل نقمة وعذاب، نقمة بكسر القاف: {بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} (47) مجازه: بما كانوا اكتسبوا وليس هاهنا.
{لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا} (47) مجازه هلّا، وفي آية أخرى: {لَوْلا أُوتِيَ} (48) مجازه: هلّا أوتى.
{ساحران تظاهرا} (48) أي تعاونا.
{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ} (50) مجازه: فإن لم يجيبوك، وقال الغنوي:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ** فلم يستجبه عند ذاك مجيب

{وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ} (51) أي أتممناه، قال:
جعلت عمامتى صلة لحبلى

وقال الأخطل:
فقل لبنى مروان ما بال ذمة ** وحبل ضعيف لا يزال يوصّل

{وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ} (53) أي يقرأ عليهم.
{وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} (54) مجازه: يدفعون السيّء بالحسن.
{وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} (55) مجازه هاهنا الفحش والقبيح.
{يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ} (57) مجازه يجمع كما يجبى الماء في الجابية فيجمع للواردة.
{بَطِرَتْ مَعِيشَتَها} (58) مجازها أنها أشرت وطغت وبغت.
{وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا} (59) أم القرى مكة وأم الأرضين في قول العرب وفي آية أخرى: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها} [6 92].
{مِنَ الْمُحْضَرِينَ} (61) أي من المشهدين.
{وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ} (62) مجازه: يوم يقول لهم.
{الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} (62) مجازه: وجب عليهم العقاب.
{إِيَّانا يَعْبُدُونَ} (63) مجازه: مجاز إياك نعبد لأنه بدأ بالكناية قبل الفعل.
{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ} (66) مجازه: فخفيت عليهم الأخبار، يقال:
عمى علىّ خير القوم.
{وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (68) مجازه: عن الذين يشركون به.
{تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} (69) أي تخفى، ويقال: أكننت ذلك في صدرى، وكننت الشيء بغير ألف: صنته.
{إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا} (71) مجازه: دائما لا نهار فيه، وكل شيء لا ينقطع من عيش أو رخاء أو غم وبلاء دائم فهو سرمد.
{وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} (73) مجازه: لتسكنوا في الليل ولتبتغوا في النهار من فضل اللّه.
{وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} (75) مجازه: وأحضرنا من كل أمة، لها موضعان أحدهما: من كل أمة نبىّ، والآخر: من كل قرن وجماعة وشهيد في موضع شاهد بمنزلة عليم في موضع عالم ويقال: نزع فلان بحجته أي أخرجها وأحضرها.
{ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} (76) أي مفاتح خزائته، ومجازه: ما إنّ العصبة ذوى القوة لتنوء بمفاتح نعمه ويقال في الكلام: إنها لتنوء بها عجيزتها، وإنما هي تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، والعرب قد تفعل مثل هذا، قال الشاعر:
فديت بنفسه نفسى ومالي ** ولا ألوك إلّا ما أطيق

(623) والمعنى فديت بنفسي وبمالى نفسه وقال:
وتركب خيل لا هوادة بينها ** وتشقى الرماح بالضّياطرة الحمر

الخيل هاهنا الرجال، وإنما تشقى الضياطرة بالرماح، وقال أبو زبيد:
والصّدر منه في عامل مقصود

وإنما الرمح في الصدر. ويقال: أعرض الناقة على الحوض وإنما يعرض الحوض على الناقة.
{لا تَفْرَحْ} (76) أي لا تأشر ولا تمرح، قال هدبة:
ولست بمفراح إذا الدهر سرّنى ** ولا جازع من صرفه المتقلّب

وقال ابن أحمر:
ولا ينسينى الحدثان عرضى ولا ** ألقى من الفرح الإزارا

أي لا أبدى عورتى للناس.
{وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا} (77) مجازه: لا تدع حظّك وطلب الرزق الحلال منها.
{وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ} (80) مجازه: لا يوقف لها ولا يرزقها ولا يلقاها.
{فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ} (81) أي من أعوان وظهراء، قال خفاف:
فلم أر مثلهم حيّا لقاحا ** وجدّك بين قاصية وحجر

أشدّ على صروف الدهر آدا ** وآمر منهم فيئة بصير

{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} (82) مجازه: ألم تر أن اللّه يبسط الرزق، قال الشاعر:
وى كأنّ من يكن له نشب يجب ** ومن يفتقر يعش عيش ضرّ

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} (85) مجازه: أنزل عليك.
{كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (88) مجازه: إلّا هو وما استثنوه من جميع فهو منصوب وهذا المعنى بين النفختين، فإذا هلك كل شيء من جنّة ونار وملك وسماء وأرض وملك الموت فإذا بقي وحده نفخ في الصور النفخة الآخرة وأعاد كل جنة ونار وملك وما أراد، فتم خلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار. اهـ.